الأحد، 19 يونيو 2011

فيروس العصر

نعيش الان في عالم من اللا مبالاة والجمود. فعلى الرغم من التقدم التكنولوجي في وسائل الإتصالات الذي وصل إلية الانسان حتى اصبح العالم قرية صغيرة إلا ان الفجوة اتسعت في المشاعر الانسانية بين البشر واصبحت هناك حالة من اللا مبالاه دا كل فرد. وانا لا اتكلم عن مجمتع بعينه ولا عن ديانة معينه ولكن اتكلم عن العالم ككل الذي تغلغل فية الظلم والجرم نتيجة للفيروس المنتشر (اللامبالاه).
ان الحالة التي وصلنا إليها ترجع لاسباب عديدة اهمها الاعلام والميديا الذي هو اخطر سلاح يستخدم للتاثير على عقول البشر. انني اتسائل كثيرا وأضع العديد من علامات الاستفهام حول التناقض الذي يحدث في نقل الاخبار في التليفزيون. فتري الشخص يجلس ليشاهد فيلما كوميديا ثم يتم قطع الفيلم لتقول مذيعة النشرة ان فلان قد قتل وان اعداد كبيرة ماتت في مذبحه في فلسطين او غيرها من الاخبار التي تقشعر لها الابدان ثم يتم مواصلة الفيلم الكوميدي ويعود الشخص للضحك مرة اخرى. ماهذه اللا مبالاه !! كيف اصبحنا نشاهد نشرات الاخبار كأنها جزء من مسلسل عربي يتكرر يوميا ولا نحرك ساكنا !!.
ان تكرار الاحداث بدون اتخاذ اي رد فعل هو السبب الرئيسي في قتل مناعة الجسم امام فيروس اللا مبالاه
فعندمها نقرأ الجرائد اليومية نجد صفحة لأخبار الحوادث واحيانا ملحق خاص لكثرة هذه الاخبار. فنقرأها كأننا نقرا قصة من سلسلة رجل المستحيل ثم نغلق الجريدة ونفرشها لكي نضع عليها الاكل وكأن شيئا لم يكن. وعلى عكس الماضي القريب ففي الخمسينات عندما كانت تحدث حادثة قتل في احد شوارع القاهرة كان يكتب عنها في الجرائد الرسمية وترى بائع الجرائد يلوح بالجريدة في يدة ويصيح ( اقرااا الحاااادثة) وكأنة خبر الموسم ولانة يعلم ان الناس وقتها كانت تتفاعل مع مثل هذه الاحداث اما اليوم فقد اصبحت جزء من حياتنا اليومية.
هناك سبب رئيسي اخر في هذه المشكلة ويتمثل في كيفية تمثيل المشاكل والقضايا وعرض القيم والاخلاق بصورة لا تليق بها..
ان ماتربيت وتعودت عليه منذ صغري هو انني عندما اضحك لا يمكن ان ابكي في نفس الوقت. وعندما يكون عقلي كالوعاء الذي يصب بداخلة الماء من الصعب ان اقوم بدور السقا.. فعندما اريد ان اناقش اشخاص في قضية معينة سواء كانت دينية او اجتماعيه او غيرها فإنني اناقشهم بجدية وليس بإلقاء النكت او تشغيل موسيقى يرقصون عليها قم اقول لهم ناقشوني !! فكيف لشخص جالس يشاهد فيلم او مسرحية كوميدية (يقال انها مسرحية هادفة تعالج مشكلة) كيف له وهو جالس يضحك ان يفكر بجدية في حل هذه المشكلة !! بل والاغرب من ذلك عندما تسمع اغنية شعبية مثل (العبد والشيطان) او (الست لما) او غيرها من الالف الاغاني التي اذا دققت النظر بكلماتها تجد انها تحتوي على عظات وعلاقة الانسان بربة واغواء الشيطان له !! كيف نضع مقل هذه الكلمات في اغاني ونقول انها هادفة وتري الناس ترقص وتتمايل عليها ولا تلقي لكلماتها بالاُ. بل لو ان واحد من الذين يرقصون عليها فكر بعقلة لمدة دقيقة لما تحملة الكلمات من معاني لترك السيجارة التي بيدة وتوقف عن الرقص.
ولكن اين العقل بعد ان وضع السم داخل العسل واصبحت ترقص وترقص حتى اعتادت اذنك على سماع هذه الكلمات والمواقف في الاغاني والافلام ولا تحرك ساكنا. بعد ان كان اقل موقف منها يهز قلوب مدينة بكاملها ولكن للاسف اصبحنا حتى لا نبالي قتل جارنا فنعود من العزاء ونشغل التلفاز وكان شيئا لم يكن.
الجانب الاخير اراة يتشكل في التعليم. فكل  ماتعلمناة في المدارس متناقض لارض الواقع. فكيف نتعلم ان نساعد الضعفاء وان نرحم كبيرنا ولكن عندمنا تري مشاجرة في الشارع وهناك شباب يضربون رجلا كبيرا فتاتي لتتدخل فيمنعك اهلك ويقول لك (اوعي تروحلهم احنا مالنا ) !! كيف نتعلم ان كل العرب اخوة وان اعتصموا بحبل الله جميعا ولكن عندما نريد ان نذهب لنساعد اخواتنا في فلسطين يمنعوننا ونجد الحدود قد قطعت شرايين الاخوة بين العرب ؟ ماهذا التناقض ؟ هل يريدوننا ان تكون مشاعرنا نظري فقط داخل الكتب !!
الحل في يد كل واحد منا . فقد تكون الثورات العربية قامت لتيقذ الضمير العربي بداخلنا ولكن لازلنا نعاني من هذا الفيروس (اللا مبالاه) فلا تجعله يتملك منك ولا تقف كصنم لا يفعل شيئا..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق